مخاوف من كارثة نووية محتملة في حال استهداف منشآت إيران الذرية

مخاوف من كارثة نووية محتملة في حال استهداف منشآت إيران الذرية
منشأة نووية في إيران

عرض الاتحاد الأوروبي، اليوم الأربعاء، تقديم مساعدات فنية وتقنية عاجلة لإيران، في حال وقوع تلوث كيميائي أو إشعاعي ناتج عن تصعيد عسكري محتمل يستهدف منشآتها النووية، وسط تحذيرات من سيناريوهات مشابهة لتشرنوبيل أو فوكوشيما، في حال حدوث هجوم مباشر على مفاعل نشط.

وجاء عرض بروكسل بعد تصاعد المخاوف من إطلاق جسيمات مشعة في الغلاف الجوي، إذا ما قررت إسرائيل قصف أحد المفاعلات النووية الإيرانية، الأمر الذي يهدد بحدوث تلوث واسع النطاق في المنطقة، يتعدى حدود إيران الجغرافية، ليطول دول الخليج والمشرق العربي، وفق صحيفة “واشنطن بوست”.

وأوضح خبراء في أمن الطاقة النووية أن أخطر ما يُخشاه هو استهداف منشآت تحتوي على وقود نووي مشع أو مواد كيميائية قابلة للتحلل السام عند تعرضها للحرارة أو للماء. 

خطر تسرب إشعاعي

وقال نيكولاس روث، المدير الأول لأمن المواد النووية في "مبادرة التهديد النووي" (NTI): "أكثر ما يثير القلق بشأن إيران هو محطات الطاقة النووية العاملة، وتحديدًا مفاعل بوشهر، إذ إن أي ضرر يلحق به قد يؤدي إلى تسرب إشعاعي يشابه ما حدث في تشيرنوبل أو فوكوشيما".

وأشار خبراء إلى أن بعض المنشآت، مثل "فوردو" و"نطنز"، مبنية تحت الأرض وتخضع لحماية طبيعية نسبية، لكن تبقى بعض السيناريوهات محتملة، كحدوث شقوق في الجبل المدفون تحته المفاعل أو انفجار يُحدث فجوة في الأرض، ما يسمح بتسرب مواد خطرة.

قلق عربي من التداعيات

أعربت حكومات عربية، من بينها قطر، عن قلقها من أي ضربة إسرائيلية قد تصيب منشآت نووية إيرانية، وتخلف سحابة من الإشعاع أو المواد السامة تمتد إلى دول الجوار. 

ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن مسؤول خليجي قوله: "نشعر بقلق بالغ من استهداف منشآت حساسة قد تؤدي دون قصد إلى انفجار يبعثر مواد نووية أو كيميائية في الأجواء، ما يعرّض ملايين السكان في الخليج للخطر".

وفي حين يقلل بعض العلماء من احتمال انتقال إشعاعات نووية لمسافات بعيدة عند قصف مواقع تخصيب اليورانيوم المدفونة، فإن التفاعل الكيميائي بين اليورانيوم والرطوبة قد يولد غازات شديدة السمية، أبرزها حمض الهيدروفلوريك، وهو مادة قاتلة تؤثر بشكل مباشر في الجهاز التنفسي والبصر.

سحابة سامة وانتكاسة إنسانية

قال إدوين لايمان، مدير سلامة الطاقة النووية في NTI، إن "تحول المواقع النووية الإيرانية إلى قنابل قذرة" هو أمر مبالغ فيه، لكن "الأخطار الكيميائية حقيقية جداً"، محذراً من أن انفجاراً في موقع مثل بوشهر أو تفاعل خاطئ قد ينتج عنه انبعاث غازات قاتلة تتبدد لمسافات محدودة ولكنها فتاكة في محيط الانفجار.

وأشار إلى أن العاملين في محيط المنشآت هم الأكثر عرضة للخطر، ما قد يؤدي إلى كارثة بشرية فورية، خصوصاً في ظل افتقار إيران إلى منظومة استجابة كافية في مثل هذه السيناريوهات.

دعم تقني واستعداد للطوارئ

أكد الاتحاد الأوروبي أنه على استعداد لتقديم معدات مراقبة التلوث الإشعاعي، وخبرات في إدارة الكوارث النووية، والتنسيق مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، لمنع أي انتشار خطِر للمواد النووية أو الكيميائية حال استهداف المنشآت الإيرانية.

ويأتي ذلك في وقت يتزايد فيه القلق العالمي من اندلاع حرب إقليمية تقلب المعادلات، حيث بات التصعيد بين إسرائيل وإيران أكثر قربًا من أي وقت مضى من "نقطة اللاعودة"، وفق تعبير دبلوماسيين غربيين تحدثوا لوكالات أنباء دولية.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية